طلبة جامعة البحرين يبتكرون طرقاً لتدوير المخلّفات البلاستيكية

دعا طلبة مقرر البيئة والمجتمع في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين إلى ترسيخ ثقافة تدوير المنتجات البلاستيكية، وإيجاد بدائل لها تكون صديقة للبيئة، مشددين على أن تدوير المخلفات سهل لكنه يتطلب توعية بأساليبه، وتداولاً للتجارب المختلفة في جميع المؤسسات.

 

جاء ذلك خلال فعالية ومعرض (لو نعمّرها) في جامعة البحرين بحضور الأمين العام للمبادرة الوطنية لقطاع الزراعة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، الفعالية التي ضمّت مشروعات توعوية بشأن تدوير المخلفات، وأضرار البلاستيك على البيئة والثروة البحرية، والتنمية الزراعية.

 

وبهذه المناسبة دعت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة في تصريح خاص لوكالة انباء البحرين (بنا) إلى ضرورة الاستفادة من التجارب التي تساهم في رفع الوعي البيئي لدى الفرد، مشيرة إلى أن تغيير الممارسات الشخصية لدى أي فرد في مجال الزراعة والحفاظ على البيئة هو أمر محمود.

 

وأشارت إلى “أن فكرة هذه الفعالية تقوم بشكل محوري على توعية الأفراد بأهمية المحافظة على البيئة وتنقيتها، من خلال تغيير بعض الممارسات الضارة بالبيئة، كما أنها فتحت مجال الابتكار لدى طلبة الجامعة للبحث في سبل الحفاظ على البيئة”، متمنية أن “تحظى المواضيع المتعلقة بالبيئة والحفاظ عليها على اهتمام الأجيال القادمة، والمساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البيئة اليوم”.

 

كما ابدت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة إعجابها بفكرة الفعالية وما نتج عنها من مشروعات طلابية مميزة بشأن التنمية الزراعية، تبرز أهميتها بالنسبة للأمن القومي، والصحة النفسية، والنواحي البيئة.

 

وهدفت الفعالية التي أقيمت يوم الاثنين إلى أهمية المحافظة على البيئة من خلال تغيير بعض الممارسات الضارة، وبيان أهمية الربط والتنسيق بين مختلف القطاعات لتحقيق ديمومة البيئة ومواردها.

 

وقالت رئيسة اللجنة المنظمة أستاذة مقرر البيئة والمجتمع الدكتورة موزة عيسى الدوي “تسعى الفعالية إلى تنمية الوعي بأهمية حفظ البيئة وتغيير الممارسات الضارة بها، وتوعية الأفراد بأهمية إعادة التدوير”، مشيرة إلى أن “من بين أهم الأهداف أيضاً دعم الجهود الوطنية لدعم القطاع الزراعي”، مؤكدة “أن تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية يكون من خلال حفظها وضمان استدامتها، وتلك غاية مجتمعية ينبغي أن يسهم فيها جميع أفراد المجتمع”.

 

ودعا الطلبة المشاركون في المعرض إلى تطبيق الشعارات التوعوية على أرض الواقع، ابتداء من توفير حاويات القمامة لإعادة تدوير البلاستيك، وغيره من المواد، وصولاً إلى الارتقاء بالممارسات تجاه البيئة في جميع مناحي الحياة، وعرضت مجموعات طلابية مشروعات ومنتجات صنعوها من المخلفات البلاسيتيكة والصلبة.

 

وقال الطالب في مقرر البيئة والمجتمع خليل علي “لقد مارس أجدادنا عملية التدوير في الكثير من مناحي حياتهم، فالعملية ليست معقدة لكنها ثقافة بحاجة إلى نشر بين الجيل الجديد”،مضيفا “إنتاج مزهرية مثلاً أو إطار من بقايا العلب البلاستيكية أو من عصي الآسكريم كما فعلنا سهل، كما أن لدينا الكثير من الأشياء التي يمكننا استغلالها، مثل العلب، والأوراق، والأخشاب، وغير ذلك”.

 

وصممت مجموعة أخرى مجسم الكرة الأرضية محاطاً بكميات من البلاستيك، وقالت طالبة من الفريق: “إن هذا التصميم يدعو إلى إنقاذ الأرض من البلاستيك الذي يمثل نحو 10% من المخلفات في العالم، ويحتاج إلى مئات السنين لكي يتحلل”.

 

وقال الطالب في المقرر أحمد سامي: “إذا حصلنا على داعمين فإن بإمكاننا تحويل الكثير من المخلفات إلى منتجات يمكن تسويقها تجارياً”، مقترحاً “إنشاء مؤسسة للتوعية بأضرار النفايات، وتدريب النشء على طرق تدوير المخلفات”.

 

ولفتت الطالبة سلوى حسن إلى أن الفريق الطلابي صنع عدة منتجات من المخلفات قد لا يعتني بها أحد مثل “الأعواد، وأنابيب البلاستيك، والملاعق البلاستيكية، وغير ذلك”.

 

وشارك المجلس الأعلى للبيئة بركن في المعرض لنشر معلومات توعوَية للزوار بغية تثقيفهم بأهمية البيئة والمحافظة عليها.

 

وقالت رئيسة قسم التوعية والتثقيف في المجلس لولوة الكعبي “إن أرقام العام الماضي 2018م تشير إلى أن البلاستيك يمثل نحو 30% من المخلفات المنزلية، ولاشك أنها نسبة عالية”.

 

وذكرت الكعبي “أن موضوع البلاستيك وأضراره من أهم الموضوعات لدرجة أن الخبراء في البيئة عدوه موضوع العصر”، مشيرة إلى “أن الكثير من الدول، ومنها البحرين، تتجه لحظر الأكياس البلاستيكية واستبدالها بأكياس مصنعة من مواد قابلة للتحلل والذوبان”.

 

ونظمت وكالة الزراعة والثروة البحرية في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ورشة عمل متخصصة للطلبة، كما شارك في الفعالية الجمعية الوطنية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائهم، وسوق المزارعين الدائم الكائن بهورة عالي في الفعالية.

 

وقال المزارع إبراهيم التيتون “هذا القطاع الحيوي بحاجة إلى الدعم الفني والمادي، وأقترح على الجامعة تأسيس برنامج أكاديمي متخصص في التنمية الزراعية”.

 

وخلال الفعالية جرى غرس فسائل من النخيل في مساحة غير مزروعة بالجامعة، أسميت بحديقة النخيل أسهمت بها وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني.

التصنيفات