رئيس مجلس الشورى: نتائج متقدمة حققتها “مبادرة تنمية القطاع الزراعي” اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا

المنامة في 13 ديسمبر/ بنا / أشاد معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، بالنتائج المتميزة للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة، في دعم وتوحيد الجهود المبذولة في القطاع الزراعي من أجل الارتقاء به، وتمكينه اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، مثمنًا جهود المبادرة ومساعيها المتواصلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال إطلاق المبادرات والجوائز والحوافز التي من شأنها تطوير القطاع الزراعي.

جاء ذلك خلال مشاركة معالي رئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس، بحضور سعادة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، في تشجير باحة مجلس الشورى، وذلك تفاعلاً من المجلس مع الحملة الوطنية التي أطلقتها المبادرة بعنوان “دمتِ خضراء”، والتي تهدف إلى دعم استراتيجيات الدولة من خلال التنسيق مع القطاعين العام والخاص لاستدامة تطوير وتنمية القطاع الزراعي في مملكة البحرين وإبراز السمات الجمالية للمملكة واهتمامها بالزراعة كإرث تاريخي على مر الأزمنة، والسعي نحو زيادة وتوسعة الرقعة الخضراء.

وأشاد الصالح بأهمية المبادرة في نشر الوعي التقني الزراعي، وتذليل معوقات تنمية هذا القطاع الحيوي والمهم، عبر الحث على استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، وتدريب وتأهيل العاملين وتمكينهم من استخدام التقنيات المتقدمة، وتأهيل الكوادر البشرية القادرة على تعزيز مساهمة الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، مشيرًا إلى الإسهامات الكبيرة للحملة الوطنية للتشجير في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مستوى جودة الحياة، والحث على الاهتمام بالزراعة في المنازل، وتشجيع القطاع الخاص على دعم مشروعات زيادة الرقعة الخضراء، واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الأمن الغذائي والصحي، ورافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد الوطني للمملكة.

من جانبها، أكدت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، أن الحملة الوطنية “دمتِ خضراء” تأتي ترجمة للرؤى السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بالعمل على مساندة المساعي الرامية لاستيعاب المتغيرات البيئية والمناخية وتعزيز الأمن الغذائي من خلال عملها على توحيد جهود المؤسسات الحكومية والخاصة وذوي الاختصاص من المهتمين بالزراعة، من خلال استقطاب الشراكات المتميزة مع مختلف القطاعات تحقيقا لأهداف الحملة التي تنسجم مع الهدف الثالث عشر والخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة، مشيدةً بحرص مجلس الشورى على المساهمة في هذه الحملة الوطنية، والتشجيع والدعم المستمر للمبادرات التي تصب في تعزيز منظومة القطاع الزراعي في مملكة البحرين.

وأكدت أهمية استغلال الفرص المتاحة لإحداث التطوير المستمر الهادف لازدهار القطاع الزراعي والغذائي والبيئي في المملكة، مشيرةً إلى الدور المهم الذي يضطلع به مجلس الشورى كسلطة تشريعية في استحداث وتطوير التشريعات الوطنية وملائمتها مع مستجدات ومتطلبات القطاع الزراعي، وتوفير الدعم المنشود للنهوض بالقطاع الزراعي ومساعدته على التغلب على التحديات والصعوبات المختلفة.

وخلال الفعالية قدمت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعية، عرضًا مفصلاً لأعضاء مجلس الشورى عن أهداف ورسالة المبادرة، وسبل تحقيق النماء الاجتماعي والبيئي والاقتصادي على صعيد القطاع الزراعي، فيما استعرضت آليات تحقيق أهداف المبادرة من خلال توحيد الجهود في المؤسسات الحكومية والخاصة والتعليمية والأهلية والمجتمعية، بالإضافة إلى التحديات والمعوقات التي تواجه المزارعين البحرينيين. وذلك بتنظيم من الأمانة العامة للمجلس بالشراكة مع معهد البحرين للتنمية السياسية.

ومن جهتهم، طرح أعضاء المجلس مجموعة من الاقتراحات والأفكار المتعلقة بممارسات ومفاهيم الزراعة والعواصم الخضراء، ومن بينها تشكيل فريق عمل بين مجلس الشورى والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي لبحث التشريعات والقوانين ذات الأولوية في وضع الحلول الناجعة للتحديات والصعوبات التي يواجهها القطاع الزراعي في مملكة البحرين.

 

‎وأعربت سموها حفظها الله عن أملها في أن تسهم هذه الحملة، التي ستركز في مرحلتها الأولى على دعم المشاريع الزراعية المخصصة لتشجير شوارع ومناطق المحافظات الأربع، بالسعي نحو استدامتها تحقيقاً للأهداف البيئية التي تلتزم بها مملكة البحرين دعماً للجهود العالمية والأولويات الوطنية، لتقليل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي بات العالم يشهد مظاهرها بشكل متزايد ومربك، بالإضافة إلى تحقيق ما تصبو له هذه الحملة الوطنية من أهداف تجميلية، ستسهم في زيادة المسطحات الخضراء المنسجمة مع مناخ البحرين بالتركيز على الأشجار والنباتات التي عرفتها طبيعتنا وبما ينسجم معها.

‎وبهذه المناسبة، أشادت سموها بجهود كل من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني والمجلس الأعلى للبيئة، والبلديات الأربع كشركاء وداعمين أساسيين لهذه الحملة لتحقق أهدافها المرجوة، داعية حفظها الله كافة المؤسسات الخاصة للمشاركة في دعم هذه الحملة بما يعزز شراكتهم مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ويؤكد التزامهم بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع البحريني.

 

‎هذا وجرت مراسم تدشين الحملة الوطنية للتشجير “دُمتِ خضراء” اليوم في المحافظات الأربع ابتداءً من العاصمة مروراً بالمحرق والشمالية وانتهاءً بالجنوبية، وذلك بحضور كل من سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية وسعادة المهندس عصام بن عبدالله خلف وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني وسعادة السيد علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور محافظ المحافظة الشمالية ونواب المحافظين والدكتور نبيل محمد ابوالفتح وكيل الزراعة والثروة البحرية، والمدراء العامين لكل بلدية وكبار مسئولي الجهات الداعمة للحملة وعدد من السادة أعضاء مجلس النواب ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية وعدد من المسئولين المعنيين، من خلال الكشف عن موقع في كل محافظة من المواقع السبعة والعشرين التي تستهدفها الحملة حتى مارس من العام المقبل على مساحة تقدر بأكثر من 70 ألف متر مربع وأكثر من 21 ألف متر طولي لزراعة ما يفوق عن 50 ألف شجرة وشجيرة.

 

‎وبهذه المناسبة، أكدت سعادة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي أن الحملة تستهدف تشجير 10 مواقع في المحافظة الجنوبية، و6 مواقع في المحافظة الشمالية، و6 مواقع في محافظة المحرق، و5 مواقع في محافظة العاصمة بتكلفة تقديرية تتجاوز نصف مليون دينار بحريني.

 

‎وأعربت عن شكرها وتقديرها للمساهمين من القطاع الخاص الذين تجاوبوا مع فكرة الحملة منذ الإعلان عنها وسارعوا بدعم خططها وهم: بنك البحرين والكويت، ومشاريع المملكة، والمدرسة الأمريكية بالبحرين، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك” وبنك البحرين للتنمية، والبنك الأهلي المتحد، وشركة البحرين للاتصالات “بتلكو” وبيت التمويل الكويتي، ومصرف السلام، وشركة الأوراق المالية والإستثمار (سيكو)، وشركة زين البحرين، وشركة غاز البحرين الوطنية “بنا غاز”، و أس تي سي البحرين، وشركة دار النبع للاستزراع (دار أكوا)، ومشتل غصن البحرين، ومشتل البيت السار، كما وجهت سعادتها دعوة لكافة المؤسسات الرسمية والخاصة للمساهمة في تحقيق أهداف الحملة.

 

‎هذا وتهدف الحملة إلى دعم خطط وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لزيادة الرقعة الخضراء في مملكة البحرين، وحماية البيئة وتقليل الآثار الناجمة عن تغيير المناخ، وتعزيز الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الأخرى ذات العلاقة، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على العمل التطوعي في مجال الزراعة، و دعم عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي 2021 – 2030.

 

‎وتشترك المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي في هذه الحملة الوطنية مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة وذوي الاختصاص من المهتمين بالزراعة، وتأمل أن تستقطب المزيد من الشراكات لتحقيق أهداف الحملة التي تنسجم مع الجهود العالمية الحالية التي تُبذل في سبيل زيادة الرقعة الخضراء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وبخاصة الهدف الثالث عشر الخاص بالعمل المناخي والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والهدف الخامس عشر الخاص بالحياة على البر والحفاظ على التنوع الاحيائي، والهدف الحادي عشر للمدن المستدامة والحد من تلوث الهواء وغيره من الأهداف بجانب الجهود العالمية في إعادة تأهيل النظم البيئية عامة(2030-2021) والزراعية خاصة ومكافحة التصحر، وتعزيز الأمن الغذائي وجودة الحياة.

 

‎وتتضمن الحملة الوطنية للتشجير عدة مسارات، منها تشجيع القطاع الخاص على دعم مشروعات زيادة الرقعة الخضراء لما له من آثار إيجابية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزز من مستوى جودة الحياة إلى جانب حث المواطنين والمقيمين على الاهتمام بالزراعة في المنازل، وتوعية طلبة وطالبات المدارس والجامعات بالزراعة كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الأمن الغذائي والصحي ورافد هام من روافد الاقتصاد الوطني للمملكة.

 

‎الجدير بالذكر أنه في عام 2010 تم إشهار المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمباركة سامية من لدن جلالة الملك حمد ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه وبقرار من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، بهدف توحيد ودعم جهود الجهات المهتمة والمعنية بالقطاع الزراعي من أجل الارتقاء به وتمكينه من تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

التصنيفات